السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أحبتي في الله
رأينا في الموضوع الماضي موضوع الغضب وانتهينا عند المثل القائل ( درهم وقاية خير من قنطار ) .
وما ذلك الا لأن معالجة ظاهرة الغضب عند الولد تعتمد في الاساس على تجنبيه دواعي الغضب وأسبابه حتى لا يصبح له خلقا وعادة .
واليوم سنتطرق الى بعض هذه الأسباب
1- من دواعي و أسباب الغضب الجوع
فعلى المربي ان يسعى الى إطعام الولد في الوقت المخصص ، لأن إهمال غذائه يؤدي الى أمراض جسمية وانفعالات نفسية ، وكم يكون المربي إثما اذا ضيع من يعيل ؟
روى ابو داود وعيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال (كفى بالمرء إثما ان يضيع من يقوت ) او من يعيل .
2- من دواعي وأسباب الغضب المرض
فعلى المربي ان يسعى الى معالجة الولد كبيا وإعداده صحيا .. امتثالا لتوجيهاته صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وأحمد ( لكل داء دواء ، فإذا أصاب الدواء الداء برأ بإذن الله عز وجل .
3- من دواعي وأسباب الغضب تقريع الولد واهانته
فعلى المربي ان ينزه لسانه عن كلمات التحقير والإهانة ... حتى لا ترسخ في نفس الولد الآفات
النفسية والانفعالات الغضبية .. ولا شك ان هذا من حسن التربية ، والإعانة على البر .. فقد روى ابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم)ويقول أيضا فيما رواه ابن حبان (رحم الله والدا عان ولده على بره ).
4- من دواعي الغضب محاكاة الولد لأبويه في ظاهرة الغضب
فعلى الأبوين ان يعطيا الولد القدوة الصالحة في الحلم والإنابة وضبط النفس عند الغضب ، تحقيقا لقوله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعفين على الناس والله يحب المحسنين )
وتنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
5- ومن دواعي الغضب وأسبابه الدلال المفرط والتنعم البالغ
فعلى المربين ان يكونوا معتدلين في محبة الأولاد، وان يكونوا طبيعيين في الرحمة بهم و الإنفاق عليهم تحقيقا لما ينسب الى على كرم الله وجهه ( أحببك حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيك يوما ، وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ) وتطبيقا لما حذر منه عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام احمد ( إياكم والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) .
6- من دواعي الغضب وأسبابه الهزأ والسخرية والتنا بز بالألقاب
فعلى الربين ان يجتنبوا هذه المسببات الغضبية ..حتى لا تتأصل ظاهرة الغضب في نفسية الولد .
وما أعظم تربية القران الكريم حين ينهى عن السخرية وسوء الظن والتجسس والتنابز بالألقاب حين قال في سورة الحجرات .( يا أيها الذين لآمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ، ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
ومن العلاج الناجح في معالجة الغضب لدى الطفل تعويده على المنهج النبوي في تسكين الغضب )وهو ما سنراه في الموضوع القادم إن شاء الله .
[center]