أحلى قمر المراقب العام
عدد الرسائل : 201 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالبة البلد : سسسوريا نقاط : 5182 تاريخ التسجيل : 14/10/2010
| موضوع: من منافع الحج وفوائده للشيخ بن باز رحمه الله السبت نوفمبر 06, 2010 12:44 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه، أما بعد:
فإن الله سبحانه تعالى شرع الحج لحكم كثيرة وأسرار عظيمة ومنافع جمة أشار إليها سبحانه في قوله عز وجل: {وَأَذِّنفِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍيَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْوَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَارَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُواالْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوانُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} الحج 27- 29 -
فأوضح سبحانه في هذه الآيات أنه دعا عباده للحج ليشهدوا منافع لهم، ثم ذكر سبحانه منها أربع منافع:
الأولى: ذكره عز وجل في الأيام المعلومات وهي عشر ذي الحجة وأيام التشريق.
الثانية، والثالثة، والرابعة: أخبر عنها بقوله:{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} الحج، الآية 29.
وأعظمهذه المنافع وأكبرها شأناً ما يشهده الحاج من توجه القلوب إلى اللهسبحانه، والإقبال عليه، والإكثار من ذكره بالتلبية وغيرها من أنواع الذكر،وهذا يتضمن الإخلاص لله في العبادة وتعظيم حرماته والتفكير في كل ما يقربلديه ويباعد من غضبه،
ومعلومأن أصل الدين وأساسه وقاعدته التي عليها مدار أعمال العباد، هي تحقيق معنىشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قولاً وعملاً وعقيدة.
فالشهادة الأولى:توجب تجريد العبادة لله وحده وتخصيصه بها من دعاء وخوف ورجاء وتوكل وصلاةوصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة؛ لأن هذا كله حق لله وحده ليسله شريك في ذلك لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما قال عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} الإسراء، الآية 23 - وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} البينة، الآية 5 - وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} غافر، الآية 14
والدين هنا معناه العبادةوهي طاعته، وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، بفعل الأوامر وترك النواهي،،عن إيمان بالله ورسله، وإخلاص له في العبادة، وتصديق بكل ما أخبر الله بهورسوله صلى الله عليه وسلم رغبة في الثواب وحذراً من العقاب، وهذا هو معنى"لا إله إلا الله"، فإن معناها لا معبود حق إلا الله فهي تنفي العبادة وهيالألوهية بجميع معانيها عن غير الله سبحانه، وتثبتها بجميع معانيها للهوحده على وجه الاستحقاق، وجميع ما عبده الناس من دونه من أنبياء أو ملائكةأو جن أو غير ذلك فكله معبود بالباطل، كما قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} الحج، الآية 62.
ولهذا الأمر العظيم خلق الله الجن والإنس وأمرهم بذلك فقال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات، الآية 56 ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة، الآية 21 ،
وعبادته سبحانه هي توحيده في ربوبيته وإلهيته، وأسمائه وصفاته وطاعة أوامره وترك نواهيه عن إيمان وتصديق ورغبة ورهبة، كما سبق بيان ذلك، وسمى الله سبحانه دينه عبادة؛ لأن العباد يؤدونه بخضوع وذل لله سبحانه ومن ذلك قول العرب: طريق معبد أي مذلل قد وطئته الأقدام، وبعير معبد أي مذلل قد شد عليه حتى صار ذلولاً،
وهذهالمسألة - أعني مسألة التوحيد والإخلاص لله، وتخصيصه بالعبادة دون كل ماسواه - هي أهم المسائل وأعظمها، وهي التي وقعت فيها الخصومة بين الرسلوالأمم حتى قالت عاد لهود عليه السلام:{قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} الأعراف، الآية 70 ،
وقالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم لما أمرهم بالتوحيد: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ص، الآية 5 ،
وقالوا أيضاً فيما ذكر الله عنهم في سورة الصافات: {أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} الصافات، الآية 36، بعد قوله سبحانه: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} الصافات، الآية 35
فعلمبهذه الآيات وما جاء في معناها، أن أهل الشرك يستنكرون دعوة التوحيد،ويستكبرون عن التزامها؛ لكونهم اعتادوا ما ورثوه عن آبائهم من الشرك باللهوعبادة غيره.
فالواجبعلى أهل العلم والإيمان، وعلى أهل الدعوة إلى الله سبحانه، أن يهتموا بهذاالأمر، وأن يوضحوا حقيقة التوحيد والشرك للناس أكمل توضيح، وأن يبينوهأكمل تبيين؛ لأنه الأصل الأصيل الذي عليه المدار في صلاح الأعمال وفسادهاوقبولها وردها، كما قال عز وجل: {وَلَقَدْأُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَلَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الزمر، الآية 65 ، وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} الأنعام، الآية 88
أما الشهادة الثانية:وهي شهادة أن محمداً رسول الله فهي الأصل الثاني في قبول الأعمال وصحتهاوهي تقتضي المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، ومحبته وتصديق أخباره،وطاعة أوامره وترك نواهيه، وأن لا يعبد الله إلا بشريعته عليه الصلاةوالسلام، كما قال الله عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} الحشر، الآية 7 ، وقال سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} آل عمران، الآية 31 ،
ولا هداية للصراط المستقيم؛ إلا باتباعه والتمسك بهداه، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} النور، الآية 54. وقال عز وجل: {قُلْيَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِيلَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِيوَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِييُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} الأعراف، الآية 158
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى))قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: ((من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) رواه البخاري في صحيحه. ويدل على هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى: {تِلْكَحُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍتَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُيُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} النساء الآيتان 13، 14 والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن منافع الحج وفوائده العظيمةأنه يذكر بالآخرة ووقوف العباد بين يدي الله يوم القيامة؛ لأن المشاعرتجمع الناس في زي واحد، مكشوفي الرؤوس من سائر الأجناس، يذكرون اللهسبحانه ويلبون دعوته، وهذا المشهد يشبه وقوفهم بين يدي الله يوم القيامةفي صعيد واحد حفاة عراة غرلاً خائفين وجلين مشفقين، وذلك مما يبعث في نفسالحاج خوف الله ومراقبته والإخلاص له في العمل، كما يدعوه إلى التفقه فيالدين والسؤال عما أشكل عليه، حتى يعبد ربه على بصيرة وينتج عن ذلك توجيههلمن تحت يده إلى طاعة الله ورسوله وإلزامهم بالحق، فيرجع إلى بلاده وقدتزود خيراً كثيراً واستفاد علماً جماً،
ولاريب أن هذا من أعظم المنافع وأكملها، لاسيما في حق من يشهد حلقات العلم فيالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر، ويصغي إلى الدعاة إلى الله سبحانهويحرص على الاستفادة من نصائحهم وتوجيههم.
وفي الحج فوائد أخرى ومنافع متنوعة خاصة وعامة يطول الكلام بتعدادها، ومن ذلك
الطوافبالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة والصلاة في المسجد الحرام ورميالجمار والوقوف بعرفة ومزدلفة والإكثار من ذكر الله ودعائه واستغفاره فيهذه المشاعر،
ففيذلك من المنافع والفوائد والحسنات الكثيرة والأجر العظيم وتكفير السيئاتما لا يحصيه إلا الله لمن أخلص لله العمل وصدق في متابعة الرسول صلى اللهعليه وسلم والاهتداء بهديه والسير على سنته،
وقد جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله)). رواه الإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) مسند عائشة برقم 24557، وأبو داود في(المناسك) باب في الرمل برقم 1888
وأسألالله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً وأن يمنحهم الفقه في دينهويتقبل منا ومنهم، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قلوبهم وأعمالهم، وينصردينه ويخذل أعداءه إنه سميع قريب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبهومن اهتدى بهداه. الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
| |
|
hamza28 المدير
عدد الرسائل : 3925 العمر : 39 العمل/الترفيه : مهندس مدني المزاج : هادئ نقاط التميز : 100 الاوسمة : البلد : المسيلة الدولة : نقاط : 9015 تاريخ التسجيل : 15/11/2008
| موضوع: رد: من منافع الحج وفوائده للشيخ بن باز رحمه الله السبت نوفمبر 06, 2010 7:33 pm | |
| أيام قلائل ويتعالى نداء التلبية :
[ لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ]
فريضة عظيمة وركن لهذا الدين ، فرضها الله تعالى عليهم في العمر مرة واحدة .. فضائله جليلة وأجوره كبيرة ، لما فيه من المشقة على الأنفس التي يتطلب منها مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال ..
أيام يقضيها الحاج بين وقوف بعرفة ومبيت بمنى ومزدلفة ، وبين رمي وحلق وطواف ، كلها ذكر وخضوع للعزيز الغفار ، مقتفياً أثر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : [ خذوا عني مناسككم ] .
يرجو بذلك محو السيئات والخطايا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ] لفظ البخاري .
أجور عظيمة وهبات من الكريم جل وعلا ، تحثنا على المسارعة للفوز بها .. وقد كان بعض الصالحين يتحسر إذا فاته الحج ، ويقول : " لئن سار القوم وقعدنا ، وقربوا وبعدنا فما يؤمننا أن نكون ممن :[ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ] .. فمن فاته الحج هذا العام ، ليعقد العزم على أدائه في عامه القادم ، وليصدق النية لينال الدرجات العالية.
وعلى من نوى الحج أن يلم بأحكامه جميعاً ، ويتفقه في أركانه وواجباته ، ويعرف محظوراته وما يمكن أن يقع فيه الحاج من أخطاء ليتجنبها ، فيكون بذلك قد أدى النسك على أكمل الوجوه . بعض ما ورد في فضل الحج والعمرة قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (رواه البخاري ومسلم). قال صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته أمه". (رواه البخاري وأحمد والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة).
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداًَ من النار من يوم عرفة". (أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها).
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال : إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال حج مبرور". (رواه البخاري).
حج مبرور وسعي مشكور ونسال كل من انعم الله عليم بهدا الشرف العظيم الدعاء لنا وتقبل الله والدال على الخير كفاعله | |
|
نور كور نائبة المدير
عدد الرسائل : 1261 العمر : 37 العمل/الترفيه : ماكثه بالبيت المزاج : احيم البلد : الجزائر الدولة : نقاط : 6120 تاريخ التسجيل : 24/03/2009
| موضوع: رد: من منافع الحج وفوائده للشيخ بن باز رحمه الله الأحد نوفمبر 07, 2010 11:57 am | |
| امممممممممممممممن يا رب العالميييييييييين
الله يرزقنا ويرزق الجميع
جزاكم الله خيرا
الغالي ...حمووووزه... | |
|
hocine07
عضو نشيط
عدد الرسائل : 126 العمر : 33 العمل/الترفيه : النت البلد : الجزائر نقاط : 5065 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: من منافع الحج وفوائده للشيخ بن باز رحمه الله الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 8:31 pm | |
| | |
|