الصحابي الجليل ( عبد الرحمن بن عوف )
هو أبي محمد عبدالرحمن بن عوف بن زهره بن الحارث -- ولد في العام الذى كانت
تحتفل فيه أهل مكه بمرور عشرة اعوام على مرور عام الفيل وهو العام الذي
نجى فيه الله الكعبه من براثن أبرهه اذ كان يريد هدمها ولكن الله انقذها
وأرسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول -- وكان
النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبلغ من العمر عشر سنوات انذاك والده سيد
بني زهره عوف بن زهره بن الحارث وكان يتمنى ان يولد له ولد وعندما جاء له
ذهب في شوق لزوجته شفاء بنت الحارث وقال لها هنيئا لك ما اعطيتي يا شفاء
ولد ذكي ثم استطرد بم نسميه يا شفاء وقبل ان تجيب قال سأسميه عبدعمرو قالت
له ولما لا نسميه محمدا ألا تعلم انه سيولد ولدا اسمه محمدا وسيكون نبي هذا
الزمان لعل وعسى يا عوف ان يكون ابننا ثم انه كبر وورث من ابيه الذكاء
والتجاره وتعلم القرءاه والحساب وتدرب على فنون القتال فتعلم ركوب الخيل
والضرب بالرمح واتقاء ضربات السيف والكر والفر وكان يحب محمد بن عبد الله
بن عبد المطلب وصديقه ابوبكر الصديق وعندما بعث رسول الله نبيا وكان عمر
النبي اربعين عام وهو عمره ثلاثون عام اخذه صديقه الحميم ابا بكرليعلن
اسلامه امام رسول الله ودخل على النبي وقال له عمت صباحا فقال له النبي لقد
ابدلنا الله تحية خير منها وهي تحية الاسلام السلام عليكم فغير له النبي
له اسمه وقال له انت عبد الرحمن بدلا من عبدعمرو .
هاجر الى المدينه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخى النبي بينه وبين
سعد بن الربيع فقال له سعد لك شطر مالى ولي داران اختر احسنهما ولي زوجتين
اختر احداهن اطلقلها وتزوجها انت فقال له بارك الله لك في مالك واهلك ولكن
دلني علي السوق وكان تاجرا ماهرا قال النبي عنه والله لو تاجر في التراب
لربح ذهبا .
حضر كل الغزوات مع رسول الله ارسله الرسول صلى الله عليه وسلم في سرية ضخمه
الى دومة الجندل في العام السادس من الهجره فانذرهم لثلاثة ايام فذهب له
رئيسهم وكبيرهم الاصبغ بن عمرو الكلبي وأعلن اسلامه فتبعه قومه فدخلوا معه
الاسلام فسر رسول الله لهذا النصر وارسل له وطلب منه ان يتزوج من ابنة
الاصبغ بن عمرو الكلبى وكان اسمها تماضر فتزوجها عبد الرحمن وانجنب منها
ولدا فاسماه محمدا تيمنا بمحمد رسول الله حبيبه الذي يحبه اكثر من نفسه .
وكان رضي الله عنه يحب الآخره ويعمل لها فذات يوم قال له الرسول صلى الله
عليه وسلم يا عبد الرحمن بن عوف انك من الاغنياء وسوف تدخل الجنة حبوا اي
وهو يزحف -- فانزعج وقال يارسول الله وكيف ادخلها ركضا اي وهو يجري
قال له الرسول ( أقرض الله يطلق لك قدميك )
قال يارسول الله أبكل مالي اجمع قال له النبي بكله اجمع
فذهب لينفق ويخرج كل ماله
واذا بمبعوث النبي صلى الله عليه وسلم يلحق به يبلغه
ان جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول له ( مر بن عوف فليكرم الضيف ويطعم المسكين ويخرج للفقراء والمحتاجين
وان يبدأ بما يعول )
فرضى الله عن عبد الرحمن بن عوف وعن الصحابة اجمعين وحشرنا معهم
