hamza28 المدير
عدد الرسائل : 3925 العمر : 39 العمل/الترفيه : مهندس مدني المزاج : هادئ نقاط التميز : 100 الاوسمة : البلد : المسيلة الدولة : نقاط : 8996 تاريخ التسجيل : 15/11/2008
| موضوع: رمضان في الجزائر الأربعاء مارس 25, 2009 8:19 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان في كل مكان له نكهته الخاصة وطقوسه المختلفة، ولكنه في الجزائر يرتبط بالسهر مع "البوقالة". ففي مختلف البيوت الجزائرية خلال السهرات الخاصة بالعائلات في ليالي رمضان ، نشاهد "البوقالة " وهي طقوس تراثية شائعة الصيت في الجزائر، تلقى رواجا لما توفره من ترويح عن النفوس، إلا أنّ خروج العائلات في السهرات الرمضانية يبقى محتشماً ومقتصراً على عائلات الطبقة المثقفة، خاصة مع تناقص الزيارات العائلية.
والسهرة تحلى
بعد أداء صلاة التراويح، يعود الجزائريون فرادى وجماعات إلى مساكنهم، حينها تبدأ الزيارات والسهرات الرمضانية، التي غالباً ما تجتمع فيها ما يربو عن خمس عائلات في بيت واحد حول صينية الشاي وأنواع الحلويات التي تتفنن في صنعها النساء، ويتجاذب الجميع أطراف الحديث الذي يدور عادة حول ارتفاع الأسعار في السوق خلال هذا الشهر، وتنظيم ميزانية البيت، فيما أكف النسوة لا تتوقف عن صنع "المقطفة" التي توضع في الحريرة.
وعادة ما تقيم العائلات حفلات في سهراتها الطويلة إكراماً للأطفال الصغار الذين يصومون لأول مرة، وتحضر هذه الحفلات العائلات والجيران، وفيها تقدم هدايا متنوعة للطفل الصائم تشجيعاً له.
وإذا كان الصائم فتاة فإنها تلبس أجمل حلة معروفة باسم "الشدّة" وتتشكل من القفطان وبلوزة المنسوج التي تملأ بأنواع المجوهرات، وتزين ذراعي الفتاة الصغيرة بأساور من الذهب كما يوضع على رأسها تاج مرصع باللآلئ، وتلتقط لها صورة تذكارية مع العائلة والأقارب الذين يكرمونها بهدايا قيمة تشجيعا لها وتحفيز للبقية للاقتداء بها. ويتواصل حديث السهرة إلى ساعة متأخرة من الليل على أن يلتقي الجمع غداً عند عائلة أخرى وهكذا.
أصل الحكاية
وبعد نوم الجميع وأخذ قسط من الراحة، تستيقظ ربات البيوت قبل أذان الفجر بساعة لتعد السحور، وغالباً ما يكون "السحور" بالكسكسي المخلوط بالسكر إضافة إلى الزبيب والحليب والتمر.
وإذا ما عدنا إلى "البوقالة"، لا تحظى أية لعبة تسلوية لدى العائلات في سهرات رمضان كمثل ما تحظى به هذه اللعبة التي تأخذ تسميتها من الإناء الفخاري المعروف باسم " بوقالة "، الذي كان وما يزال يستخدم في هذه اللعبة، بعد أن يتم ملؤه بقليل من الماء يرفق بـ " الكانون" أو "النافخ" للتبخير بكل أنواع البخور من جاوي وعنبر.
وتحتل البوقالة مكانة حميمية وسط النسوة في سهراتهن التي تقام فوق أسطح المنازل ووسط الحارات الشعبية ودويراتها ومنازهها وأفنيتها كمثل حي القصبة العتيق، فيجتمعن حول أطباق البقلاوة وقلب اللوز وأكواب الشاي الأخضر والقهوة، وتسترسل الصبايا والعجائز التي تحفظ البوقالات "عن ظهر قلب" في تلاوة أشعارها قبل أن تغرق المدينة في سباتها، وتعود كل واحدة إلى دارها وهي تتأمل في أن يتحقق الفأل الجميل الذي كان من نصيبها.
وهذه الأشعار الشعبية الجزائرية التي هي عماد " البوقالة "، تشاع في الأوساط العائلية لاسيما النسوية، وغالبا ما يكون فحواها حول الحب العفيف والحزن على فراق الأحبة والخلان والأمل بعودتهم، وتتطلب لعبة البوقالة تحضير الأجواء الحميمية الملائمة التي تساعد المشاركات فيها على فتح مخيلتهن وشرح صدورهن للفأل الطيب والأمل والرجاء والحلم .
وتحرص غير المتزوجات على المداومة على اللعبة طوال ليالي رمضان، رغبة منهن في التأمل خيراً من الأبيات الشعرية الرقيقة والعذبة التي تتلى على مسامعهن من عجائز ومتزوجات.
و لعل أهم ما يميز لعبة البوقالة، ضرورة أن تعقد النساء المستأنسات بمقاطعها الشعرية اللطيفة المعنى، ما يسمى بـ"الفأل"، ومعناه أن تعقد المرأة النية داخل قلبها بالتفكير في شخص من الأشخاص زوجاً كان أو إبناً أو أخاً أو في أي من الأصفياء والأحباب، بل حتى في الأعداء والخصوم، بمحاولة إسقاط معنى أبيات البوقالة الموجهة لها، على شأن الإسم الذي نوته مع رجاءها أن يتم ذلك حقا.
ومن أساسيات " البوقالة " أن لا تنال المرأة حظها من الأبيات الشعرية إلا بعدما تمسك بجزء من خمارها أو تنورتها أو أي قطعة قماش أمامها وتصنع منها عقدة صغيرة مرة واحدة قبل أن تفتح هذه العقدة بعد الاستماع إلى البوقالة والكشف إن أرادت عن اسم الشخص الذي أسقطت عليه هذا الفأل.
البوقالة اليوم
وبدأت لعبة البوقالة تأخذ طريقها إلى الزوال سنة بعد أخرى منذ نهاية الستينات قبل أن يعاد لها الاعتبار في الخمس رمضانات الأخيرة بالأخص، بعد خروج الجزائر من مأساتها الوطنية، إذ عادت بعض الأوساط العائلية في الجزائر العاصمة في أحيائها الشعبية بالقصبة وباب الوادي وباب عزون وبلوزداد وسالم باي، لتهتم ثانية بهذه اللعبة لكن بتجريدها من بعض الجزئيات التي تصنع خصوصيتها، مثل الإناء الفخاري وبعض الشكليات، ولم يحتفظوا إلاّ بتلاوة الأشعار التي تحفظها النساء والفتيات، والتأمل في معانيها والاستمتاع برونقها.
ولعل أهم ما يجب ذكره بخصوص هذه اللعبة أنه لم يتمكن أي باحث إلى يومنا هذا بالرغم من الجهود التي بذلت في هذا الشأن من تحديد هوية مؤسس هذه اللعبة بما في ذلك تاريخ نشأتها ومكانها وأصل الأبيات المنشدة فيها.
وفيما يصر جمهور البوقالة أنه لا يحق اعتبار اللعبة ضرباً من حصص التكهن والشعوذة، فإنّ كثيرا من الباحثين سعوا إلى تهذيب لغتها والارتقاء بها من العامية إلى العربية السهلة، كما حاولوا تنقيتها من الأبيات التي تتضمن دعاء موجها للأولياء الصالحين الناجم عن جهل العوام، بحيث يكون لها معنى مستقيماً لا يخدش الشعور التوحيدي القاطع الذي يقوم عليه الإسلام.
ورغم تعدد الأقاويل بشأن البوقالة، لكنها تبقى جزءاُ هاما من تراث شفوي جزائري زاخر بالجواهر الأدبية الشعرية من أمثال وحكم وأغان وقصائد وأحاجي. | |
|
rym نائبة المدير
عدد الرسائل : 2559 العمر : 37 العمل/الترفيه : Student المزاج : هادئ وحزين ويأس الاوسمة : البلد : الجزائر الدولة : نقاط : 7383 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: رد: رمضان في الجزائر الإثنين مارس 30, 2009 2:52 pm | |
| | |
|
souad
عضو متميز
عدد الرسائل : 567 العمر : 33 العمل/الترفيه : مهندسة الدولة : نقاط : 6083 تاريخ التسجيل : 30/12/2008
| موضوع: رد: رمضان في الجزائر الجمعة أبريل 03, 2009 2:41 am | |
| | |
|
AHMED عضو مؤسس
عدد الرسائل : 1730 العمر : 57 العمل/الترفيه : ATARFIH البلد : MSILA الدولة : نقاط : 6779 تاريخ التسجيل : 28/01/2009
| موضوع: رد: رمضان في الجزائر الإثنين أبريل 06, 2009 8:53 pm | |
| | |
|
IROKA عضو مؤسس
عدد الرسائل : 2024 العمر : 30 العمل/الترفيه : تلميذة هوايتي كرة السلة البلد : عين مليلة الدولة : نقاط : 7090 تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: رمضان في الجزائر الخميس يونيو 18, 2009 1:41 am | |
| | |
|