تواجه الغابات في غرب الولايات المتحدة وضعا خطرا اذ انها تعاني من الجفاف والحرائق وغزو الحشرات وباتت في بعض الولايات تبعث كميات من ثاني اكسيد الكربون اكبر من تلك التي
تمصتها على ما يحذر خبراء.ويحاول هؤلاء العلماء تحديد مصير غابات الصنوبر هذه القديمة جدا من خلال دراسة الوتيرة التي تتجدد بها وعبر تقييم الاجراءات التي ينبغي اتخاذها لتجاوز تأثير الاحترار المناخي.ويوضح ديفيد كليفز المستشارالرئيسي في شؤون المناخ في الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات "هذه الانظمة البيئية تتغير عمليا تحت اقدامنا. لذا علينا ان نغير نحن ايضا طريقة ادارتنا لها".الغطاء الحرجي في الولايات المتحدة هو الرابع في العالم على مستوى المساحة. وهو يضطلع بدور اساسي في تنظيم ثاني اكسيد الكربون في الاجواء من خلال امتصاص هذا الغاز بفضل التركيب الضوئي بكميات اكبر من تلك التي يبعثها من خلال التحلل واستغلال الاخشاب.وتقول الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات ان الغابات تمتص 10% من الانبعاثات الكاملة لمصادر الوقود الاحفورية في الولايات المتحدة.الا ان بعض غابات الصنوبر الاشهر في غرب الولايات المتحدة مثل تلك التي تغطي سفوح متنزه جبال الروكي الوطني (كولورادو) ويلوستون (وايومينغ ومونتانا) تعرضت لضربات قوية في السنوات الاخيرة بسبب مواسم جفاف قاسية جدا وذوبان الثلوج والحرائق والحشرات.فثمة ولايتان هما اريزونا وآيداهو اللتان كانتا تساهمان حتى الان بخفض مستوى ثاني اكسيد الكربون في الجو، اصبحتا الان من الباعثين له وفق بيانات نشرتها في نيسان/ابريل الماضي الوكالة الاميركية لحماية البيئة.والمحت دراسة نشرت العام 2007 في مجلة "فوريست ايكولودجي اند مانجمنت" الى ان ولايتي كولورادو وايومينغ تسيران على الدرب ذاته.ويقول ريتشارد بيردسلي الذي يشرف على برنامج حول المناخ والحرائق ودورة الكربون في الدائرة الوطنية للغابات ان الغابات "تأثرت بثلاثة عوامل متزامنة تقريبا" وهي الجفاف والحرائق وحشرة صغيرة مدمرة من غمديات الاجنحة تفتك باشجار الصنوبر معروفة باسم "دنديكترونوس بونديروسا".ويؤكد الخبير هذا "كل هذه الاشجار الميتة لا تزال منتصبة. ولم تفرج بعد عن كل ثاني اكسيد الكربون الذي تختزنه. الامر يستغرق عقدين الى ثلاثة عقود".في بعض الحالات يمكن للاجهزة المعنية بادارة الغابات ان تتدخل من خلال عمليات قطع انتقائية الامر الذي يسمح للاشجار الاخرى المتبقية الاستفادة من النور والمياه وتعزيز مقاومتها لغزو الحشرات الا ان الامر لا يمكن تطبيقه اينما كان.وتقول اريكا سميثويك التي تدرس خصوصا الصنوبر الملتوي (بينوس كونتارتا) الاكثر انتشارا في منطقة يلوستون ان الغابات تتجدد كل 75 الى مئة عام.وتوضح "لكن في حال وقعت حرائق بوتيرة اسرع من التي نشهدها الان، يجب ان نفكر بطريقة لادارة هذا الوضع وان نقيم تأثير ذلك على النظام البيئي والمنظر الطبيعي". في العام 1988 اتى حريق هائل على 320 الف هكتار في متنزه يلوستون تاركا اثارا لا تزال ظاهرة حتى اليوم.وتخفف الهيئة الفدرالية الاميركية للغابات من اهمية اصدار بعض غابات الغرب الاميركي كميات اكبر من ثاني اكسيد الكربون مما تمتص، موضحة انه من غير المرجح ان يصبح هذا الميل معمما في المستقبل القريب.ويقر مايك راين الذي يقوم بابحاث في دائرة الغابات في كولورادو ان "تاريخنا قصير نسبيا مقارنة مع تاريخ الغابات ومن الصعب تاليا ان نتوقع اي شيء".