hamza28 المدير
عدد الرسائل : 3925 العمر : 39 العمل/الترفيه : مهندس مدني المزاج : هادئ نقاط التميز : 100 الاوسمة : البلد : المسيلة الدولة : نقاط : 9004 تاريخ التسجيل : 15/11/2008
| موضوع: العفاف : بين عفة الرجل وعفة المرأة الإثنين يونيو 01, 2009 10:09 pm | |
| العفاف : بين عفة الرجل وعفة المرأة يوسف ومريم (عليهما السلام) مظهران للعفة عفة الرجل وعفة المرأة . سؤال - هل أن الرجل قال في هذه الساحة كلاماً أكثر عفة ، أم أن المرأة ذكرت بياناً أكثر عفة في هذا المقام ؟ يوسف ومريم مظهران للعفة : قال تعالى في شأن مريم عليها السلام : ( ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ) آل عمران 42 . كل منهما كان له مزايا كثيرة من القيم ، ذكرت في القرآن ، ولكن ما هو موضع اهتمام هذا البحث هي ملكة عفتهما . فيوسف أبتلي ونجا بفضل العفاف ، ومريم امتحنت ونجت في ظل العفاف . والمهم هو ماذا كان طريق نجاة هذين المعصومين ؟ وماذا كان رد كل منهما حين الخطر وماذا قالا ؟ عندما كان يوسف عليه السلام يمتحن كان تعبير القرآن : ( ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رءا برهان ربّه ) يوسف 24 . أي ان الكلام ليس في مقام الفعل ، وليس في مرحلة المقدمات أيضاً بل في نشأة الاهتمام وهذه هي المرحلة الثالثة . المراد من مرحلة الاهتمام هنا هو ذلك الذي همت به تلك المرأة المصرية ووصلت همتها إلى حد ملاحقة يوسف عليه السلام إلى الفعلية ، ولكن يوسف الصديق عليه السلام ليس فقط لم يكن في العمل ولا في مقدمات العمل ، بل لم يكن هناك قصد وهمة وخيال أيضاً ، بدليل ان الآية الشريفة علقت همة وقصد يوسف بشيء لم يحصل وقالت : ( وهمّ بها لولا أن رءا برهان ربّه ) . لم يقصد لأنه رآى برهان الرب . وهناك شواهد كثيرة أخرى يذكر الله تعالى يوسف كعبد طاهر ومعصوم . كما في قوله تعالى : ( انه من عبادنا المخلصين ) هذه هي صغرى القياس ، وكبرى القياس هي ما قاله الشيطان من أنه ليس له طريق نفوذ إلى عباد الله المخلصين . ( إلاّ عبادك منهم المخلصين )الحجر 40 . بناء على هذا ، فباعتراف الشيطان فان يوسف الصديق كان منزهاً عن هذه الآفة ، حيث اعترفت المرأة المفترية أخيراً وقالت : ( الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه ) يوسف 51 كما أن الله تعالى شهد أيضاً بنزاهة وقداسة يوسف وقال : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) يوسف 24 . لا ( لنصرفه عن السوء ) . أما في مسألة مريم عليهم السلام نرى أنها أما بمستوى يوسف الصديق الذي ذكره الله بعنوان عبد مخلص ( من عبادنا المخلصين ) أو هي أعلى منه . بيان الموضوع هو انه حين جاء الكلام عن عفاف مريم عليهم السلام لم يكن الكلام عن ( همت به وهم بها لولا ان رءا برهان ربه ) ، بل الكلام عن : ( قالت أني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ) مريم 18 . لذا قال الله تعالى : ( فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ) مريم 17 . في الآية اعلاه لم يقل تعالى : انها لو لم تر دليلاً إلهياً لكانت رغبت ولكانت نوت ، بل قال : ( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ) ، كلمة ( إن كنت تقياً ) هذه هي بعنوان أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، أي اتّق ، وكأن الله تعالى يقول لنا ، لا تقوموا بهذا العمل ( إن كنتم مؤمنين ) آل عمران 175 وهذا التعبير جاء كثيراً في القرآن ، أي اعملوا وفق الإيمان ، أو قوله في آية أخرى : ( فهل أنتم مسلمون ) هود 14 . ( فهل أنتم منتهون ) المائدة 91 . هذا النوع من التعابير المراد به الإرشاد . أي إذا كنتم مؤمنين اعملوا وفق إيمانكم . هنا قالت مريم لهذا الملك المتمثل ان لا يقدم على ذلك العمل إذا كان تقياً . اليس هذا التعبير ألطف من تعبير يوسف ؟ قال الله تعالى في شأن يوسف : إنه لو لم ير برهان ربّه لهمّ ، ولكن لم يهم لأن رأى برهان الرب ، ولكن بشأن مريم ليس فقط انها لم تهم ، بل نهت الملك المتمثل عن هذا الهم أيضاً . لنر الآن من كان مربي مريم عليهم السلام ؟ كانت امرأة ، مريم لم تترب على يد رجل ، لم تترب على يد أبيها ، بل تربت على يد أمها ، كثير من الناس صالحون ، لكنهم لا يستطيعون ان يكونوا آباء لبنات مثل مريم ، أو أمهات لبنات مثل مريم . هناك شروط كثيرة لازمة حتى يستطيع الإنسان الوصول إلى درجة بحيث يهدي ابنه إلى الله ، والله يتقبل ذلك الابن . أم مريم اعاذت مريم بالله ، والله تعالى اعطاها اللجوء وتقبلها في كنفه . ثم قال : ( وأنبتها نباتاً حسناً ) آل عمران 37 . هناك أفراد كثيرون يتقبل الله سعيهم فقط ولي أنفسهم ، ولذا فان الله تعالى لا يقول في شأن جميع الافراد بأنه تقبلهم وأعاذهم بل يقول : ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة 27 . ان قبول العمل هو غير قبول ذات العامل . فأعمال كثير من الناس مقبولة . ولكن هل ان جواهر ذواتهم مقبولة أيضاً أم لا ؟ ان الله تعالى قال بشأن مريم : ( فنقبلها ) ولم يقل ( تقبل عملها ) بناء على هذا فان أم مريم أعاذتها بالله ، فاعطى الله العوذ ، كانت تلك الاستعاذة بالله في جوار المحراب حيث تستجاب وتقول ابنتها : ( إني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقياً ) . حين تراجع الكتب الأدبية يلاحظ ان الذين كانت لديهم معرفة بالمعارف القرآنية يفسرون كلام أم مريم كما قالته ، ولكن الذين لم يصلوا إلى تلك المعارف الرفيعة ، يفسرون كلام أم مريم هذا بتلك التقاليد الجاهلية .
التشبية في بيان أم مريم عليها السلام : يبين القرآن الكريم قضيّة ولادة مريم عليهم السلام بهذا الشكل : ( فلما وضعتها قالت ربّ انّي وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وأنّي سميتها مريم وإنّي أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) آل عمران 36 .
محل البحث هناك حيث قال : ( وليس الذكر كالأنثى ) . لو دققتم في الكتب الأدبية ترون ان الادباء في تفسير هذه الجملة قمسين : فهناك من يعتبر هذا التشبيه ، تشبيها معكوساً ويقولون : لا المذكر أفضل من المؤنث والرجل أرقى من المرأة ، فلو قال شخص : ( ليس الذكر كالأنثى ) ، فهنا التشبيه تشبيه معكوس ، وفي الحقيقة يعني ليست الأنثى كالذكر . وهناك بعض يعتقدون بان التشبيه في الآية جارٍ على الأصل لا معكوس ، بهذا البيان وهو أن الولد لا يستطيع أبداً أداء دور هذه البنت ، ولا يستطيع أي رجل ان يصبح والدا" لعيسى ، ولا يستطيع الرجل أداء عمل هذه المرأة ، وبناء على هذا فالتشبيه تشبيه مستقيم لا معكوس .
| |
|
IROKA عضو مؤسس
عدد الرسائل : 2024 العمر : 30 العمل/الترفيه : تلميذة هوايتي كرة السلة البلد : عين مليلة الدولة : نقاط : 7098 تاريخ التسجيل : 15/05/2009
| موضوع: رد: العفاف : بين عفة الرجل وعفة المرأة الإثنين يونيو 01, 2009 11:15 pm | |
| | |
|
rym نائبة المدير
عدد الرسائل : 2559 العمر : 37 العمل/الترفيه : Student المزاج : هادئ وحزين ويأس الاوسمة : البلد : الجزائر الدولة : نقاط : 7391 تاريخ التسجيل : 04/03/2009
| موضوع: رد: العفاف : بين عفة الرجل وعفة المرأة الثلاثاء يونيو 02, 2009 7:23 pm | |
| بارك الله فيك على الموضوع المميز
نسال الله ان يبقينا علىا لعفة والثبات بارك الله فيك وفى اهلك و أثابك ضعف الاجر أجرين جزاك الله كل خير.
| |
|